Back

الوظائف الأميركية محط الأنظار

يركّز المشاركون في الأسواق بشكل كبير على بيانات التوظيف الأميركية المرتقبة، إذ يتوقع أن تُظهر نموًا متينًا في عدد الوظائف غير الزراعية لشهر مارس، مع احتمال تسجيل زيادة طفيفة في معدل البطالة. وتشير التقديرات المبكرة إلى ارتفاع ملحوظ في وتيرة توفير الوظائف مقارنة بالشهر الماضي، مدعومًا جزئيًا بعوامل مؤقتة مثل تحسن الأحوال الجوية واستئناف بعض المصروفات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون مساعي الشركات لتخزين السلع قبل فرض تعريفات الاستيراد الجديدة قد دعمت نمو التوظيف في قطاعي التجارة والنقل خلال مارس.

وعلى الرغم من أنه من المرجح أن تُظهر الأرقام الرئيسة زيادة في التوظيف، فإن الارتفاع المتوقع في معدل البطالة يوحي بأن الأساسيات الاقتصادية قد تكون آخذة في التبدل. ويرى البعض أن هوامش الأرباح ربما تتعرض لضغوط إذا لم تتمكن الشركات من تحميل كل التكاليف المرتبطة بالتعريفات إلى المستهلكين، ما قد يترك أثرًا على خطط التوظيف مستقبلًا. وإذا أبرزت بيانات سوق العمل لاحقًا تباطؤًا أكثر وضوحًا، فقد يؤثر ذلك في النقاش حول ضرورة اتخاذ أي تعديلات على السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

هبوط في الأسهم مع تصاعد التوترات العالمية

واصلت أسواق الأسهم خسائرها هذا الأسبوع، وسط تراجع واضح في المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية في الجلسات الأخيرة. وتفاقمت المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي بفعل التوترات التجارية وإجراءات التعريفات، ما دفع العديد من المستثمرين للجوء إلى سندات الخزانة الأمريكية باعتبارها ملاذًا آمنًا. ونتيجة لذلك، هوت عوائد السندات طويلة الأجل بصورة ملحوظة، في ظل تعاظم التوقعات باتخاذ إجراءات لتخفيف السياسة النقدية في مواجهة تباطؤ محتمل.

وعلى الصعيد العالمي، يتجه الكثير من المؤشرات الرئيسية نحو تحقيق واحد من أسوأ الأسابيع في عدد من الأشهر. وتُعزى هذه الحالة إلى قلق واسع من أن التعريفات المتبادلة قد تعرقل التجارة الدولية وتؤثر سلبًا في أرباح الشركات.

تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات

طالت الهزات السوقية سوق الطاقة أيضًا، حيث شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا. وتضافرت الضغوط المتمثلة في التعريفات الجديدة التي قد تقلل الطلب على الطاقة، مع المفاجأة المتمثلة في زيادة حصص الإنتاج من قبل تحالف بارز للمنتجين، ما دفع أسعار النفط للهبوط إلى أدنى مستوياتها خلال ما يزيد على ثلاثة أعوام. ونتيجة لذلك، يعيد المتعاملون في سوق النفط والمحللون تقييم توقعاتهم لما تبقى من عام 2025. ورغم أن بعض العوامل، مثل تعطل الإمدادات المحتمل، قد توفر دعمًا مؤقتًا للأسعار، فإن المشهد القريب يبدو محكومًا بالقلق حيال الفائض في الإمدادات وفتور النمو الاقتصادي.

نظرة مستقبلية

بيانات سوق العمل الأمريكية: الحدث الأبرز على المدى القريب هو تقرير الوظائف الأمريكي، الذي سيُظهر ما إذا كان نمو فرص العمل قويًا بما يكفي للحفاظ على زخم الطلب الاستهلاكي رغم الرياح الاقتصادية المعاكسة. وقد يُفضي أي تراجع غير متوقع—لا سيما في وتيرة نمو الأجور—إلى زيادة التقلبات في الأسواق.

التجارة والتعريفات: في ضوء اقتراب المرحلة النهائية لمجموعة جديدة من الرسوم الجمركية من جانب البيت الأبيض، ينتظر قطاع الأعمال والمستثمرون بفارغ الصبر توضيحًا بشأن مستويات التعريفات ونطاقها وإمكانية إجراء تعديلات تالية.

توازنات سوق النفط: مع وصول أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، ستخضع التطورات المتعلقة بسياسة الإنتاج وفرص تعطل الإمدادات إلى مراقبة حثيثة. ويحاول المتعاملون تحديد ما إذا كان هذا التراجع في الأسعار مؤقتًا أم بداية لفترة أطول من الانخفاض.

إشارات سوق السندات: يعكس استمرار اندفاع المستثمرين نحو سندات الخزانة الأمريكية تفضيلهم للملاذات الآمنة. وإذا عززت البيانات المقبلة المخاوف من تباطؤ اقتصادي كبير، فقد تواصل العوائد تراجعها، ما يستتبع نقاشات حول إمكانية اتخاذ خطوات إضافية للتيسير النقدي لاحقًا.

في المجمل، يبقى تقرير الوظائف الأمريكية العنصر المحوري حاليًا، إذ سيوجّه الطريقة التي يفسّر بها المستثمرون الإشارات الاقتصادية في ظل الصعوبات التجارية ومؤشرات التباطؤ العالمي. وفيما تواجه أسواق الأسهم والسلع تحديات عدة، قد تُظهِر البيانات الجديدة مدى قوة الطلب الاستهلاكي والنشاط التجاري خلال الفترة المقبلة.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية

This site is registered on wpml.org as a development site.