خطة باول في جاكسون هول

تترقب الأسواق اليوم كلمة جيروم باول في ندوة جاكسون هول (الساعة 10 صباحاً بتوقيت نيويورك / 6 مساءً بتوقيت دبي). وانحسر تركيز المستثمرين من رهانات التيسير العاجل إلى مسار يعتمد أكثر على البيانات، مع بحثهم عن نقطتين أساسيتين في الخطاب:
1) كيفية صياغته احتمال خفض قريب للفائدة من دون المساس باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
2) ما الذي تعنيه المراجعة الخمسية لإطار السياسة النقدية في ما يخص السيطرة على التضخم وتوازن التوظيف حتى العام 2026.
الولايات المتحدة: جاكسون هول والإطار السياسي (المحور الرئيسي)
– ما يجب مراقبته. من المرجح أن يُبقي باول اجتماع سبتمبر “مفتوحاً”، مع التشديد على أن القرارات ستعتمد على بيانات التضخم والوظائف المقبلة. ومن المتوقع أيضاً أن يربط إرشاداته الحالية بالمراجعة الخمسية لاستراتيجية الفيدرالي، وهو سياق مهم في ظل الحديث عن التيسير على الرغم من بقاء التضخم السنوي مرتفعاً.
– احتمالات السوق. يوم أمس كانت العقود تشير إلى فرصة تقارب 80% لخفض ربع نقطة في سبتمبر، لكن التوقعات تراجعت هذا الصباح نحو 70% فقط، مع تراجع الرهانات على أكثر من خفضين هذا العام.
– عائدات السندات. العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات يحوم حول 4.33% بعد تراجع طفيف يوم الخميس، والدولار مستقر نسبياً. استقرت الأسهم الأمريكية بعد خمس جلسات من الخسائر، لكن الزخم لا يزال حذراً قبل الخطاب.
زاوية التداول:
– خطاب يعتمد على البيانات من دون التزام قد يدعم التداول ضمن نطاق في السندات والأسهم ذات الجودة العالية والائتمان الاستثماري.
– خطاب يميل إلى التيسير (تركيز على ضعف سوق العمل أكثر من التضخم) قد يؤدي إلى انحدار منحنى العائد ودعم القطاعات الحساسة للفائدة.
– خطاب يميل إلى التشديد (تركيز على المخاطر التضخمية) قد يضغط على العوائد القصيرة، ويقوي الدولار، ويضغط على أسهم التكنولوجيا.
الأسهم الأمريكية: ترقب ما قبل الخطاب
بعد تراجعٍ قادته شركات التكنولوجيا مطلع الأسبوع، استقرت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 وناسداك. الرسالة واضحة: المستثمرون يفضلون انتظار باول قبل إضافة أي مراكز جديدة. ويعكس التصحيح الأخير المخاوف من أن ارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي سبق توقعات السياسة النقدية، وخطاب اليوم سيحدد الاتجاه القريب.
أوروبا: الضغوط الاقتصادية في ألمانيا واتفاق التجارة عبر الأطلسي
– ألمانيا: انكمش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني بنسبة -0.3% على أساس ربع سنوي بعد أن تلاشى أثر الصادرات المُسبقة للولايات المتحدة وتباطأ الاستثمار. مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية وتكاليف الطاقة، يظل خطر الركود حاضراً في الربع الثالث، حتى وإن أشارت مؤشرات مديري المشتريات إلى نهاية قريبة للتراجع الصناعي.
– اتفاق الاتحاد الأوروبي–الولايات المتحدة: أعلنت واشنطن وبروكسل عن خطوات عملية لتفعيل الاتفاق، بما في ذلك تخفيضات أمريكية محتملة في الرسوم الجمركية على السيارات إلى 15% مقابل خفض أوروبي للرسوم على السلع الصناعية. كما شمل الاتفاق تخفيف القيود على المعادن، والتزامات بشأن التجارة الرقمية، ومرونة في قواعد الكربون، بالإضافة إلى فتح فرص في الاستثمار والدفاع وأشباه الموصلات. سيكون لهذه البنود أثر مباشر على الصناعة الأوروبية وعلى التضخم الأمريكي في المدى المتوسط.
التطورات العالمية
– أسواق المال: تميل الأسهم الأوروبية إلى الارتفاع الطفيف، أما العقود الآجلة الأمريكية فمستقرة. اليورو مستقر حول 1.15 والدولار/ين قرب 148. الذهب عند ~3,330 دولار للأونصة؛ والنفط (برنت) شبه ثابت؛ والبيتكوين قرب ~113 ألف دولار.
– النشاط الاقتصادي: سجلت بيانات مديري المشتريات في منطقة اليورو أعلى مستوى في 15 شهراً مع خروج التصنيع من ركود استمر ثلاث سنوات. في الولايات المتحدة، ستحدد بيانات الوظائف والإسكان النظرة الأساسية لاجتماع سبتمبر.
السيناريوهات المحتملة لباول اليوم
– السيناريو الأساسي: ربط بالإطار الاستراتيجي. تشديد على مراجعة الخطة الخمسية، وموازنة بين التضخم والوظائف، مع ترك الباب مفتوحاً لسبتمبر. هذه الرسالة قد تُفهم كسلبية محدودة للفائدة وداعمة للأسواق جزئياً.
– ترجيح سوق العمل: قد يعزز التركيز على ضعف التوظيف توقعات خفض قريب، ما يدفع الدولار للانخفاض ويقوي أداء القطاعات الدورية.
– ترجيح مكافحة التضخم: التركيز على مكونات التضخم العنيدة والمخاطر المستقبلية قد يرفع العوائد القصيرة، ويقوي الدولار، ويضغط على الأسهم طويلة الأجل.
ما الذي يجب مراقبته لاحقاً
– اليوم: خطاب باول في جاكسون هول.
– هذا الأسبوع: بيانات أمريكية عن الوظائف والإسكان ستغذي توقعات اجتماع سبتمبر.
– أوروبا: بيانات المتابعة للناتج الألماني وتفاصيل تنفيذ اتفاق التجارة عبر الأطلسي.
مهمة باول اليوم هي الحفاظ على المرونة مع توجيه الأسواق بعيداً عن رهانات التيسير المفرط. خطاب يعتمد على البيانات ويربط الموقف بالمراجعة الخمسية سيكون السيناريو الأرجح، وهو ما يدعم الأسواق ولكن لا يعطي الضوء الأخضر لزيادة المخاطرة قبل صدور بيانات الوظائف والتضخم المقبلة.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية