الأسواق تبحث عن الاستقرار وسط مخاوف من التعريفات واحتمال تحفيز صيني

واجه المستثمرون فترة مضطربة تميزت بسلسلة من عمليات البيع المتتالية وحالة جديدة من عدم اليقين بشأن التجارة العالمية. وفي خضم هذا التراجع، أشار جيمي ديمون إلى المخاطر المرتبطة بالتعريفات، في حين تدرس السلطات الصينية أدوات سياسة لدعم الاقتصاد في مواجهة أي تباطؤ محتمل. وفي ما يلي نظرة موجزة على أبرز التطورات التي تواصل تشكيل آفاق الأسهم والتجارة والنمو:
تراجع ممتد يضرب الأسهم العالمية
تشهد الأسواق ضغطًا مستمرًا منذ ثلاث جلسات متتالية، ما أسفر عن خسارة مليارات الدولارات من القيمة السوقية. وقد أشعلت المخاوف حيال التوترات التجارية والاضطرابات الماكروية الأوسع موجة بيع كبيرة، لا سيما في القطاعات الدورية مثل الصناعات والسلع الاستهلاكية المعمرة. وأشار المستثمرون إلى أن الزخم الهابط كان واسع النطاق، فقد انضمت أسهم التكنولوجيا أيضًا إلى موجة جني الأرباح بعد ارتفاعها مؤخرًا.
جيمي ديمون حول سياسة التعريفات
في حديث جيمي ديمون عن قضايا التجارة العالمية، حذر من أن الإجراءات التعريفية الأخيرة تشكل تحديات أمام الشركات الساعية للوضوح والاستقرار. وقال: “التعريفات تمثل عائقًا حقيقيًا قد يؤثر في المعنويات والاستثمارات”، مشددًا على الحاجة إلى سياسات أكثر شفافية ويمكن التنبؤ بها. وأضاف أن استمرار حالة عدم اليقين في العلاقات التجارية قد يؤثر سلبًا في النمو عبر عدد من المناطق، على الرغم من ثقته في أن التخطيط المنضبط من جانب الشركات والطلب الاستهلاكي المتماسك قد يخففان من حدة التقلبات على المدى القريب.
الصين تدرس تقديم الدعم مقدمًا
في مؤشر على إدارة اقتصادية استباقية، أفادت تقارير بأن السلطات الصينية تبحث سبلًا لتقديم الحوافز أو إجراءات الدعم مسبقًا لمواجهة المخاطر الخارجية. ومن بين الخطوات المحتملة تسريع صرف الأموال، وتعجيل مشاريع البنية التحتية، وتقديم تسهيلات ائتمانية تهدف إلى الحفاظ على نمو مستقر. ويرى المتداولون أن أي إجراءات سريعة التنفيذ من جانب الصين يمكن أن تخفف من أثر تباطؤ الطلب العالمي وتحمي أجزاء من سلسلة التوريد من التقلبات الإضافية.
الأسهم تقلّص خسائرها وسط الرهانات على التحفيز
عقب التراجعات الحادة التي شهدتها الأصول ذات المخاطر، بدأت الأسهم في تقليص جزء من خسائرها على وقع تكهنات متزايدة بأن كبرى الاقتصادات – بقيادة الخطوات الصينية المحتملة – قد تتدخل لمنع مزيد من التدهور في النمو. كما أشار بعض المتداولين إلى تنامي الآمال في إمكانية اتخاذ تعديلات على السياسات في الولايات المتحدة وأوروبا في حال تفاقمت الاضطرابات التجارية وسلاسل التوريد. وأسهم هذا التحول في المعنويات في رفع بعض القطاعات المتضررة مثل التكنولوجيا والطاقة من قيعان الجلسة، على الرغم من استمرار التقلبات بشكل ملحوظ.
نظرة مستقبلية
وضوح المشهد التجاري: تراقب الأسواق عن كثب أي بوادر تقدم في المفاوضات التجارية العالمية، إذ تواصل تطورات التعريفات التأثير في معنويات المستثمرين.
متابعة سياسة الصين: قد تساهم أي تفاصيل ملموسة حول دعم مسبق من جانب بكين في دعم الأصول إقليميًا وعلى نطاق عالمي، لا سيما إذا نجحت في تعزيز الطلب وثقة المستثمرين.
توجيهات الشركات: من المرجح أن تعيد الشركات في قطاعي الصناعة والاستهلاك تقييم توقعاتها إذا تغيرت هياكل التكلفة بفعل التعريفات، الأمر الذي قد يؤثر في مسار الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.
إجراءات المصارف المركزية: قد تؤدي التوقعات المتعلقة بالتيسير النقدي أو التحفيز في مختلف المناطق إلى إحداث تغييرات إضافية في عوائد السندات وتقييمات الأسهم، وذلك وفقًا للسرعة التي سيتحرك بها صناع القرار.
على الرغم من الرياح المعاكسة التي تواجه الأسواق في الوقت الراهن، تمكنت الأسهم حتى الآن من تعويض جزء من أشد الخسائر اليومية حدة عندما يلوح في الأفق احتمال اتخاذ سياسات تخفف من حدة الأزمة. ويظل من الضروري مراقبة الأخبار المتعلقة بالتجارة، وتعليقات الشركات، وإشارات المصارف المركزية عن كثب للتعامل مع هذه المرحلة من عدم اليقين المتزايد.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية